حبة الأسبرين: حسناتها وسيئاتها

إنها حبة دواء تؤخذ دوماً بجرعات صغيرة. نحن نتحدث عن الأسبرين الذي يقي من أمراض الأوعية القلبية لدى المصابين باضطرابات صحية في القلب. بيد ان هذه الحبة قد تتحول لكابوس لدى الأشخاص الأصحاء الذين يتعاطونها من دون احتساب مفعولها الجانبي عليهم. علاوة على عدم قدرتها قط على الوقاية من خطر الذبحة القلبية، لدى أولئك الذين لا يعانون من أي مرض قلبي، فان تعاطي الأسبرين، دوماً من قبل هؤلاء الأشخاص الأصحاء، يرفع خطر الإصابة بنزيف داخلي.

في حوار هاتفي مع مراسل "ايلاف" من روما، يؤكد البروفيسور "فرانشيسكو فيديلي"، رئيس الجمعية الايطالية لأمراض القلب، من مكتبه بمدينة "بولونيا"، أن حسنات الأسبرين معروفة منذ زمن بعيد، كونه ينتمي الى مضادات التخثر (موانع التجلط) الموجودة في خدمة المصابين بأمراض الأوعية القلبية. ما يعني أنه من الضروري تعاطي الأسبرين عندما تكون منافعه أعلى من خطر الإصابة بنزيف داخلي، في الأمعاء. في الحقيقة، ينبغي تعاطي الأسبرين بحذر كونه لا يخلو من آثار جانبية. وبما أن تفاعله بالجسم يختلف بين شخص وآخر فانه من المستحسن استعماله بعد استشارة الطبيب. في ما يلي نص الحوار:

سؤال: الى ما يؤدي الإفراط في تناول الأسبرين؟

جواب: في المقام الأول فان هذا الإقبال عليه، من دون مبرر، لا يجلب معه أي منفعة. أما تناول حبة أسبرين يومياً، على المدى الطويل، من قبل أولئك الذين لا يحتاجون إليه أبداً، فانه مليء بمخاطر الإصابة بنزيف داخلي قد يكون، في بعض الأوقات، قاتلاً. في أي حال، ينبغي استعمال الأسبرين بصورة محددة اعتماداً على العمر والجنس وعوامل المخاطر الوعائية القلبية المرتبطة بالسكري والكولسترول العالي وضغط الدم المرتفع والتدخين والبدانة. وكلما زاد عدد العوامل الضالعة في ولادة هذه المخاطر كلما زادت الضرورة الى اللجوء الى حبة الأسبرين.

سؤال: هل ثمة أدلة ملموسة تربط استعمال الأسبرين بحصول النزيف الداخلي؟

جواب: نعم. في شهر أبريل(نيسان) الماضي، قام الباحثون في جامعة "بولونيا" بتحليل صلة الوصل بين حوادث نزف دماغي صغيرة الحجم وتعاطي الأسبرين والأدوية الأخرى المضادة لتكوٌن الصفائح الدموية دورياً. بين أكثر من ألف شخص سليم، يتعاطون الأسبرين أم الأدوية المانعة لتكون جلطات الدم عن طريق منع تراكم الصفائح(معروفة باسم carbasalate calcium)، لوحظ أن خطر إصابتهم بنزيف داخلي محدود كان أكثر من 70 في المئة.

سؤال: إذن، من هم المستفيدون حقاً من تناول حبة الأسبرين وما هي الجرعة اليومية المنصوح بها؟

جواب: ان استعمال الأسبرين كدواء لاستباق خطر الإصابة بأي اضطراب وعائي قلبي غير مجد أبداً إلا أن كنا نتحدث عن مرضى مصابين فعلاً بهذه العوارض القلبية. بالنسبة لهؤلاء المرضي، فانه يتم تفعيل دور الأسبرين مضاداً للتخثر. أما الجرعة اليومية المنصوح بها، على الأقل بايطاليا، فهي تتراوح بين 100 و150 غراماً، يومياً.

سؤال: هل نستطيع القول أن هذه الجرعة معيارية؟

جواب: كل مريض له جرعته التي ينبغي اعتمادها بواسطة استشارة الطبيب. في حال كان عضو من أعضاء الجسم متضرراً فانه من الضروري استعمال جرعات متدنية(أقل من 100 غراماً). في حال كان المرض الوعائي القلبي جدياً أم كانت هناك مقاومة بالجسم للدواء فانه من الضروري استعمال دواء ثان، الى جانب الأسبرين. ان استعمال دواءين معاً مفيد بالنسبة للمصابين بمرض تصلب الشرايين(زيادة في كمية الدهون والكولسترول) أو الذين تعرضوا للذبحة القلبية. والأهم من ذلك، تفادي القرارات المستقلة عن رأي الطبيب. بالنسبة للأشخاص الأصحاء، فانه من الضروري الابتعاد عن تعاطي الأسبرين واستبداله بنمط حياة سليم، يتمتع بالحمية السليمة وممارسة الرياضة انتظامياً