اسرائيل أمام ساعة الحقيقة!
هل تستطيع اسرائيل مواصلة تحدي المجتمع الدولي وادارة ظهرها لكل النداءات والدعوات المتكررة التي ازدادت في الاونة الاخيرة وخصوصا من قبل عواصم القرار الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبروكسل كعاصمة للاتحاد الاوروبي.
واذا كانت حكومة نتنياهو تراهن على تراجع شعبية الرئيس الاميركي الداخلية جراء بعض الملفات التي تثير جدلا شعبيا وفي اوساط الكونغرس ايضا مثل مشروع التأمين الصحي بهدف الايحاء بأن ادارة اوباما غير قادرة على التأثير في قراراتها او التحكم في برنامجها الاستيطاني ودفع الائتلاف الفاشي العنصري الذي تقوم عليه للتفكك والانهيار فان المتابع لردود الفعل الاميركية يكتشف في غير عناء انها لا ترقى الى مستوى التحدي الذي يرفعه نتنياهو في وجهها اضافة الى ان المؤشرات تشي بان الخطة التي تعتزم واشنطن طرحها لن تكون بحجم التوقعات والامال التي عقدت عليها وبخاصة بعد خطاب الرئيس الاميركي في جامعة القاهرة والتصريحات التي ادلى بها في اجتماعات القمة التي جمعته بعديد من زعماء المنطقة بمن فيهم بنيامين نتنياهو نفسه الذي تحدثت اوساط صحافية ودبلوماسية اسرائيلية انه خرج يتصبب عرقا من لقائه باوباما لكن الامور من اسف اخذت منحى اخر عندما واصل نتنياهو بناء المزيد من المستوطنات وانشأ خطاب جامعة بارايلان الذي كشف بوضوح مدى الغطرسة التي يتوفر عليها هذا السياسي الاسرائيلي المتطرف والمغرور والذي يريد ان يكتب جدول اعمال المنطقة دون ان ياخذ في الاعتبار دروس التاريخ وعبره التي اكدت منذ قرون عديدة ان لا بقاء للاحتلال وان كل الغزوات والحروب والحملات التي استهدفت المنطقة تاريخها وحضارتها وارضها انتهت الى مزابل التاريخ وبقيت المنطقة العربية بشعوبها وحضارتها متجذرة وضاربة في الاعماق.
يخطئ نتنياهو كثيرا اذا ما اعتقد ان دبلوماسية التذاكي وحملة العلاقات العامة التي يديرها يمكن ان تنطلي على احد بل ان مواصلة التهويد والاستيطان والاتكاء على نزعة القوة الترسانة العسكرية الاسرائيلية لن تمنح اسرائيل الامن والاستقرار والقبول وهي ستضطر اجلا ام عاجلا الى مواجهة السؤال الاخطر الذي بدأ اسرائيليون كثيرون يطرحونه علنا وهو هل نريد اسرائيل في حدود العام 1967 باغلبيتها اليهودية ام نستعد للذوبان في الديموغرافيا الفلسطينية في اطار دولة واحدة من النهر الى البحر؟ يجدر بنتنياهو الذي يسعى للظهور بمظهر حامي اسرائيل ورائد مشروعها الاستيطاني ان يتوقف ويتأمل كثيرا قبل ان يستبد به الغرور ويأخذ المنطقة دولها والشعوب الى دائرة الفوضى والمجهول.