في تلك البقعة الاردنية التي تقع في جنوب المملكة في مدينة تسمى عند نشامى الوطن بـ الكرك ، تقع تلك البقعة المباركة في مكان شهد غزوة من أهم الغزوات في التاريخ لانها شهدت اساليب الحرب النفسية وكانت هذه الاساليب من القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه .حيث استطاع ان يهزم جيشا كبيرا يفوق عدد جيشه باضعاف كثيرة عن طريق ذكائه الحاد .
هذه البقعة الجنوبية هي مؤتة حيث استشهد على ترابها العشرات من الصحابة منهم " زيد بن حارثة . جعفر بن ابي طالب . عبد الله بن رواحة . وهب بن سعد . عمرو بن سعد . مسعود بن الاسود . عباد بن قيس . الحارث بن النعمان " وغيرهم الكثير .
وكان سبب تلك المعركة الغدر من حاكم غسان لرسول مرسال له من قبل النبي محمد عليه الصلاة والسلام فقتله حاكم غسان ولم ياخذ بعادات الملوك والامراء والحكام من اكرام الرسول وضيافته ، وهذه فضيحة في التاريخ ، ولكنه ذاق مرارة عملته تلك . فتعلم درسا قاسيا في فنون المعارك واساليبها .
فعاد جيش المسلمين كرار وليس فرار ، لانهم سيعودون وينتصرون ، فدخلوا المدينة ورؤوسهم شامخة مرفوعة بالعز والفخر . ونحن اليوم نرفع رؤوسنا بعز وفخر لهذه المدينة التي اختلط ترابها بدماء الصحابة الأطهار .
وها هو التاريخ يعود بنا من جديد حيث تم إكرام تلك البقعة الجميلة من جنوب المملكة بأن شيد فيها صرح عسكري كبير يهتم بكل أساليب العلم الحديث هو " جامعة مؤتة الجناح العسكري " هذا الجناح الذي كنا نزوره ونحن صغار لندخل البهجة والسرور الى اخواننا هناك ، حيث كنا نأتي اليهم في كل جمعة نحضر لهم ما تشتهيه الأنفس من الطعام ، فكانوا يدخلون ذلك الصرح بصفة ويخرجون بصفة أعظم من ذي قبل .
والذي جعلني اعود بذكرياتي هذه رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الثلاثاء حفل تخريج الفوج الثاني والعشرين من الجناح العسكري في جامعة مؤتة . فكنت اتذكر المغفور له بإذنه تعالى الملك الحسين المعظم رحمه الله عندما كان يهبط بطائرته المروحية ويحي المواطنين الذين ينظرون إليه نظرة محبة وفرح وسرور .
فتحية مني ملؤها المحبة والفخر والاعتزاز الى هاؤلاء البواسل النشامى الذين سيكونون خط دفاع لهذا الوطن الغالي على قلوبنا وعلى قلب كل عربي شريف . وتحية الى مدينة الكرك التي انجبت رجال .
فكان تاريخ مسطر بماء الذهب . وهذا حاضر سيسطر بماء الذهب من جديد .